الاثنين، 28 أكتوبر 2013

عَبيد الأصنام

كُنت مِن قَبل ذلِك كَتبت عَن تحطيم الأصنام السياسية لأن كُل الأصنام السياسية "النُخَب" فى كُل التيارات قَد سَقطَت أقنعَتهُم و ظَهر فَشلهُم ، و أرى أنُه إذا أراد الشَعب قِياس مَدى كفائَة أى تيار سياسى يَجِب ان يَضعُه فى سُدَه الحُكم، و كان ذَلِك عَقِب الموجَة الإحتجاجيَة الشَعبية فى 30/6 و هى ليسَت ثَورَة أخرَى حَتى نكون قَدمين ثابتتين ، فهى مُجرَد حَركَة إحتجاجيَة شَعبية إنتَهب بإنقلاب "شيك فى البداية". 

  قَبل إعتِصام النَهضَة و رابعَة، و كان مُعظَم حَديثى موَجَه لشَباب الإخوان تَحت عُنوان حَطِم الإصنام ، و كانَت فى شَكل دَعوَه للتَخلى عَن أراء قيادات الإخوان و عَن عَدَم التمَسُك بالهَيكَل و الأليات التى كانت تتبِعها الجماعَة خِلال عامين فى السُلطَة سواء تشريعية أو تنفيذيَة و كُنت أذَكِر أن القيادات الإخوانيَة كانَت شَريك أصيل فى المرحَلة الإنتِقالية التى كان يقودها المَجلِس العَسكَرى بكُل ما حَدث فى هَذِه الفَترَة مِن جرائِم العسكَر تِجاه أى حَركَة إحتجاجيَة و كان الشَباب الثَورى يَهتِف "يسقُط ظُلمِك يا حَربيَة" و أتباع الإخوان يَهتفون "يا مُشير مِن إنهاردَه إنت الأمير"، فمِن هُنا إنقَطع الإخوان عَن الثَورَة ، رَغم وجود عَدد مِن شباب الجماعَة الذى تخَطى الأوامِر و كان مُناضِلاً للعَسكَر فى وَقت الصَفقات.

وَقت حُكم الإخوان كان المُعارِض يُتهَم أن مِن الكُفار ، تابِع السياسَة الأمريكيَة و عَدِو الثَورَة و كان الشَعب و الثوار يُطلِق عَلى الإخوان "الخِراف" كِناية عَن التبعيَة العمياء لأوامِر المُرشِد و عَدم المُناقشَة إتباعاً لمبدأ السَمع و الطاعَة ، و عِندما كان يسخَر باسِم يوسِف وَقت الحُكم العَسكَرى على مُعظَم التيارات و أزلام النِظام السابِق و لَم يَكُن التَركيز عَلى الإخوان كان باسِم رَجُل سَاخِر ثَورى طاهِر و المُضحِك فى الأمر أن فى جَولِة الإعادَة ما بين "مُرسى و شَفيق" كانَت صورَة لباسِم يوسِف على ورق الحَملَة الدعائيَة للمُرشَح مُحَمِد مُرسى تَحت عُنوان "هؤلاء يَدعمون مَشروع النَهضَة" و لكِن عِندما بدء بالسُخريَة مِن الإخوان أصبَح فى خانِة مَن خان الثَورَة، فمِن هُنا كانَت الإزدواجيَة المعايير، الغباء الإخوانى بإختزالهُم الدين فى كيانُهم و أشخاصهُم جَعل المواطِن العادى يَكرَه أى مظاهِر للتَديُن "اللحيَة و النِقاب" و خَلق هَذا الصَدع الإجتماعى الذى لا نَعلَم مَتى و كَيف سيُعالَج و يعود الإنسان المُلتحى للعيش بسلام و للمرأة المُنتَقِبَة للعيش بأمان. 

طوال حُكم مُرسى كُنا نُطالِب الشَعب الجالِس فى المنازِل إلى النزول للشوارِع لمواجهَة الفاشيَة الإخوانيَة و الفاشيَة هُنا " هى فِكرة المَجموُعَة الكُبرَى المُسيطِرَة عَلى كُل الجوانِب فى مقاليد الحُكم دون النَظر إلى مُشاركين الوَطن" ، و كان شعوراً عَظيماُ عِندما تحَركَت هَذِه الجموع إلى الشوارِع و لَكِن لَم يَكُن فى الحُسبان سؤال خَطير ، ما هى تَركيبَة الأعداد التى ستَنزِل للشوارِع للمُطالِبَة برحيل الإخوان؟! ما هى الطَبيعَة الفِكريَة لأجيال تربَت على أيدى نِظام مُبارك بطَريقَة غير مُباشِرَة؟! ما هى طَلبات أجيال تربَت على مبدأ "مِن خاف سِلم و إمشى جنب الحيطة و الحيطَة ليها أذان؟! ، هَذه الأجيال لَيسَت فاسِدَه كما نَرى و لكِن هى ثقافَة هى أجيال تربت داخِل خلاط"الدِراسَة و العَمل و الزواج و التربية إلى المَوت" ، مِن هُنا سيأتى دورنا لتَوضيح الصورَة للشَعب أن الجيش لا يتلَخص فى "السيسى" و أن جماعَة الإخوان لا تتلخَص فى "مَكتب الإرشاد" و ان الدين لا يتلخَص فى "المظاهِر" ، مِن هُنا ستبدأ مَعركتُنا مَع الوَقت سيتفَهم الشَعب ما يَحدُث و سيعرِف حَتماً أن ما يَحدُث مِن إنتهاك سيجور عَليه يوماً ما.

 حَدث إنسحاب كامِل لكُل القوَى القَليلَة الثابِتَة عَلى أفكارها مِن المٌشاركَة فى أى تطَوُر سياسى سيَحدُث عَلى أيدى سُلطات الحاكِمَة فى إنتِظار وَضع جَدوَل زَمنى لتَسليم الدولَة لرئيس قادِم مُنتَخب أو دَولَة تَحتَرِم الكُل و تَحتَرِم حقوق المواطنين و تَعلَم مَعنى المواطنَة مِن الأساس ، لكِن ما حَدث مِن سُلطات الإنقلاب لا يؤسِس لأ دَولِة قانون ولا دَولَة ترعَى حقوق الإنسان ولا تَعلَم مَعنى لَفظ "إنسان" مِن الأساس، فمَن فَقد أهميَة سِر عَظِمَة الخالِق "روح الإنسان" لا يَكتَرث لأى حقوق عامَة أو شَخصيَة و ما إلى ذَلِك، و العَديد مِن التيارات المُفترَض انها مدنيَة التى تَعدِم المَدنيَة رمياً بالرصاص فى تَرحيبهُم بقَتل كُل مَن إختلَف مَع النِظام الحالى!! أين حَق التظاهُر الذى كُنتُم تتحَدثون عَنه فى كُل وَقت و كُل مُناسبَة لسَب نِظام الإخوان أنه يُحاوِل أن يَقبِض حُرية الرأى و التَعبير، اليَوم بَعد أن صَدر مِن "باسِم يوسِف" تَلميحات ساخِرَة عَلى السُلطَة الحاكِمَة كعادِة البِرنامِج ، خَرجَ الإستِهجان مِن كُل مؤيدين "السيسى" مُطالبين بمحاكمِة باسِم عَلى ما فَعلُه مِن إهانَة للجَيش و القائِد المِغوار، و غالباً ستَجِد هؤلاء على رأس المدافعين عَن باسِم وَقت تحولُه للتَحقيق فى عَهد مُرسى و حَديثهُم عَن حُرية الرأى و التَعبير، لكِننا نَسير بمدأ "لك حَق السُخريَة مِن ما أكرَه و إن فَكرت فى السُخريَة مِن ما أحِب فأنت مُجرِم".

إذا كُنا نُعانى مِن غَباء الإخوان و مُظاهرات التأييد لقرارات مُرسى عَليك بالنَظر للتَفويض و السؤال هَل لَو كانت دَولَة قانون كان السيسى سيحتاج لتفويض شَعبى!؟ إذا كُنا نهزأ مِن الإخوان بالتبعيَة لمُرسى و المُرشِد إنظُر لحَملِة "كَمِل جميلَك" ، إذا كُنا نُعانى مِن إختزال الإخوان للدين فى هيكلهُم إنظُر لإختزال الجيش فى "السيسى" ، إذا كُنا نُعانى مِن خِراف الجماعَة ، فالأن نُعانِى مِن عَبيد "السيسى".

شَباب الإخوان "مُرسى لَن يَعود" مَها حَدث و مَهما كان لا يَصِح أن تَكرَه الشَعب الذى تَعيش بَينِه مَهما حَدث مِن أخطاء تِجاهاك عَليك بإصلاحِها بَعد إصلاح نَفسِك، لأن كُرهَك للشَعب سَبب قَوى لتتنَحى عَن حُكم هَذا الشَعب مِن الأساس ، الثَورَة أهَم مِن الجماعَة و مِن قيادات الجماعَة التَى تَدفَع بكُم الأن للإنتحار ، الثَورَة أهَم مِن الشَرعيَة لأن الشرعيَة لَيسَت بالصناديق" الشرعيَة برضاء العامَة"، كُنت أتوَقع أنكُم مِن المُفتَرض أكثَر الناس حِرصاً عَلى الثَورة حَتى لا تعودوا للسجون مَرَه أخرَى لكِنكُم ظَننتُم أنكُم مُخَلدون بِها لكِن "دامِت لمين؟!" ، إبتعدوا عَن شِعارات الجماعَة و عُد لشعارات الثَورَة مَرة أخرَى.

القليل مِن الشَخصيات و الكيانات إلى ظَلت صامِدَه على رأيها و أفعالها و مِن الشَخصيات دى اللواء مُحَمِد إبراهيم وَزير الداخليَة "قاتِل فى عَهد مُرسى ، قاتِل فى عَهد السيسى" ، أما الكيانات"المفتَرض" الثَوريَة و الشَخصيات"المُفتَرض" الثَوريَة إلى حالياً بتتِعامِل إن مَصر فى حالِة إرهاب و يَجب فَرض السَيطرَة للحِفاظ على الأمن القومى ، أمن قَومى و أرضَك تُختَرق مِن إسرائيل ، أمن قومى و جيشَك مُعداتُه فى إيد أمريكا ، أمن قومى و البلطجية بيتحركوا بأمر مِن الداخليَة ، وجود مُحَمد إبراهيم وزيراً للداخليَة كما كان"تذَكَر جِيكا و كريستى" ، السيسى و مسئوليته عَن كشوف العُذريَة عِندما كان مُدير إدارِة المُخابرات الحَربيَة، إذكَر كُل مَن مات عَلى أيدى العَسكَر" إذكُر الشيخ عِماد و مينا دنيال" ، تذَكر كُل مَن ضَحى بحياتُه لنَعيش نَحن عَل هَذه الأرض، ولا تَنسَى لأن مَكان كُل مَن نَسى"مَقبرَة التارِيخ" ، فليسطُت كُل مَن باع الثَورَة و إلتَف عليها ، يَسقُط كُل مَن خان "فلول ، عَسكَر و إخوان"