السبت، 9 فبراير 2013

الجُمود السورى


سوريا التى فقدت جزء غالى من أرضها فى حرب الستة أيام جراء الأعتداء الأسرائيلى الذى نتج عنه زيادة مساحة إسرائيل سبعة أضعاف حجمها قبل الحرب و كان رفض التفاوض مع الأيسرائيلين من الجهة السورية هو سبب فى إحتلالها حتى الأن , حيث أن هضبة الجولان لا تقع ضمن الحدود التوراتية لليهود الذين يسعون إليها (الدولة العبرانية) , لكن الجمود السياسي و الثبات على الموقف جعلت الجولان ضمن الحدود الإسرائيلية فى 1981.
رفض السوريون المفاوضات من بدايتها حيث أنه عندما أعلن أنور السادات أن حرب أكتوبر 73 هى أخر الحروب ما بين العرب و إسرائيل , أعلنت سوريا أنه لا سلام دون سوريا وحتى لو وافقت مصر على إنهاء حالة الحرب.
حيث دعاهم أنور السادات أكثر من مرة للتحضير للمفاوضات مع الجانب الأسرائيلى و لكنهم رفضوا و كان معهم الجانب الفلسطينى و الأردن و كونوا جبهة الصمود و التصدى بطرابلس!
و لكن تغيرت الروئية السورية بعد المشاركة فى الجانب الأمريكى فى حرب الخليج , و بدأت المفاوضات الرسمية فى واشنطن 1994 و إستمرت الجدل السياسى بين الطرفين حتى عام 1999 التى أعلن وقتها بيل كلينتون بدء المفاوضات ما بين أيهود باراك و فاروق الشرع ولكن كالعادة وضعت إسرائيل بعض العراقيل التى كان من الممكن قبولها أن ذاك و هى :
1-              إنسحاب كلى لإسرائيل من الجولان.
2-              الأحتفاظ بشريط ضيق يطل على بحيرة طبرية للإستفادة من المياة.
3-              وضع محطة إنذار مبكر فى الجولان بعد الأنسحاب.
و لكن إنتهت المفاوضات دون أى نتائج نظر للجمود السورى فى سياسة التفاوض, التى تعتمد فى المقام الأول أنك ستتنازل عن أشياء مقابل أهداف أخرى و هذا ما لم تقدره القيادة السورية.
و عادت بعد توقف دام سنوات فى 2008 عادت المفاوضات الأسرائيلية السورية بوساطة تركية و لكن سرعان ما توقفت بسبب الحرب على غزة 2008 و ضرب أسطول الحرية.
تظن القيادة السورية أن النظام الأيرانى سوف يساعدها فى أن تستعيد سوريا بعد إمتلاكها أسلحة نووية و لكن ما سوف يحدث هو إحتلال إيران لسوريا إن ظلت الأوضاع كما هو عليه و التدخل الأيرانى الصراخ و مد السلطة بالأسلحة ضد الشعب الثائر.
مجمل القول لا يوجد سلام شامل بلا تنازلات ممكن أن تتقلص مع الوقت الجمود السياسى و التفوضى لا يؤتى ثماره مهما حدث و مهما كان الخصم.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق